Skip to main content

امة بأن الصور المرعبة والمعلومات الكاذبة التي نشرت في موقع التواصل

مما لاشك فيه أن العداء بين الفولاني والبيروم سبق ظهور فيسبوك بفترة طويلة، ولكن الشرطة والجيش في ولاية الهضبة على قناعة تامة بأن الصور المرعبة والمعلومات الكاذبة التي نشرت في موقع التواصل الاجتماعي في 23 و24 يونيو / حزيران كان لها دور مهم في إثارة أعمال الثأر التي وقعت لاحقا.
قال لنا تيوبيف تيرنا ماتياس، مسؤول العلاقات العامة في شرطة ولاية الهضبة، "كانت الصور، تلك الصور المزعومة التي قيل إن مصدرها هجوم غاشيش هي التي ألهبت غضب الناس. لم تتعرض جوس لهجمات، ولكن بسبب هذه الصور التي رأوها اغلقت الطرق في اليوم التالي وقتل العديد من الناس. أحرقت السيارات وقتل فيها العديدون.
"لم تكن تلك المرة الأولى التي شاهد فيها ماتياس تعليقات نارية مستفزة في مواقع التواصل تليها أعمال عنف في بلدات وقرى ولاية الهضبة. فهو يقول، "الأخبار الكاذبة التي تنتشر من خلال فبسبوك تقتل الناس."
خضع فيسبوك لمراقبة دقيقة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا للدور الذي لعبه في نشر "الأخبار الكاذبة." ولكن ما الذي عساه أن يتوقع عندما يسمح لأخبار من هذا النوع بالانتشار في مناطق في القارة الإفريقية تعاني أصلا من عنف طائفي وأثني؟ وما هي الإجراءات التي يتخذها فيسبوك للتأكد من أن موقعه لا يستغل من أجل نشر الأكاذيب والخوف والكراهية في المناطق النيجيرية المبتلاة أصلا بالحزازات والأحقاد؟
لمحطة القادمة: لاغوس!" هذا ما كتبه المدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ في حسابه في آب / أغسطس 2016.
كانت تلك رحلة زوكربيرغ الأولى إلى بلدان الإفريقية جنوب الصحراء، وكان، حسب وصفه، يشعر بحماس كبير.
ومن لا يسعه أن يشعر بحماس؟ فمن المتوقع أن يرتفع عدد مستخدمي الانترنت من خلال الهواتف الذكية في نيجيريا نحو 53 مليون مستخدم في غضون السنوات السبع المقبلة، وهو عدد كبير بالنسبة لشركة تقيس نجاحها جزئيا بالنمو في عدد مستخدمي موقعها.
عندما حطت طائرة زوكربيرغ في لاغوس، كان في نيجيريا 16 مليون مشترك شهريا. أما اليوم، وبعد مضي سنتين فقط، بلغ العدد 24 مليونا.
ولكن زيادة عدد المشتركين تعني تلقائيا زيادة المحتوى، والكثير من هذا المحتوى - حسب شرطة ولاية الهضبة - كاذب ومضلل وخطر.
تقول شركة فيسبوك إنها واعية بالمشكلة، وتدعي أنها تتداركها. وقال أكوا غييكي، مدير العلاقات العامة في فيسبوك لمنطقة غرب إفريقيا الناطقة بالانجليزية في تصريح أدلى به مؤخرا، "نيجيريا مهمة بالنسبة لنا، ونحن ملتزمون بالضلوع بمسؤوليتنا بشكل جدي للتعامل مع مشكلة نشر الأخبار الكاذبة."
وقالت شركة فيسبوك لبي بي سي إنها تتبع "توجها متعدد الأوجه" للتصدي لظاهرة انتشار الأخبار الكاذبة في نيجيريا. وأَضافت، "علاوة على التقارير التي يوافينا بها موظفونا، نستخدم أدوات تعلم آلية للكشف عن المحتوى غير المناسب وازالته. كما اننا نستثمر في شراكات محلية ونتواصل مع المجتمع المدني النيجيري والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين وصناع القرار السياسي."
تقع في قلب الجهود التي تبذلها شركة فيسبوك خطة تطلق عليها اسم "برنامج الأطراف الثالثة لفحص الحقائق." وهذا البرنامج هو جزء من توجه عام تنوي فيسبوك اتباعه عالميا وطبقته بالفعل في 17 دولة أخرى.أطلق البرنامج في نيجيريا في تشرين الأول / أكتوبر، والأطراف الثالثة هي وكالة فرانس برس للأنباء، ومنظمة (أفريكا تشيك) غير الربحية. ويقوم المراقبون التابعون لهذين الطرفين باعادة النظر في المواضيع التي يلتقطها نظام فيسبوك الآلي المخصص لرصد الأخبار والمعلومات الكاذبة. ويتعامل النظام أيضا مع المشاركات التي يشير اليها مستخدمون آخرون على أنها كاذبة أو مضللة.
وقال أكوا غييكي، الناطق باسم فيسبوك، "نعرف أن ما من حل سحري، ولكن عندما يشير الفاحص الآلي إلى وجود أخبار كاذبة أو مضللة في محتوى ما، باستطاعتنا خفض عدد الذين يمكنهم رؤية هذا المحتوى بنسبة 80 بالمئة في المعدل."
تبدو هذه النسبة مثيرة للاعجاب للوهلة الأولى، ولكن، وبعد أن أمعن برنامج "عين إفريقية" النظر في عمل مبادرة فيسبوك للتحقق من صحة الأخبار في نيجيريا وبعد التحدث إلى خبراء وعالمين ببواطن الأمور، تبين أن الحقيقة تختلف إلى حد بعيد.
إلى الآن، لم ينجح شريكا فيسبوك في الكشف عن الأخبار الكاذبة والمضللة، في احالة إلا أربعة اشخاص إلى تحليل وتشخيص دقيق للأخبار التي نشروها في الموقع الذي يستخدمه 24 مليون نيجيري كل شهر.
هذا في حين يقول ألكسيوس مانتزارليس، الذي يعمل مديرا لدى شبكة تدقيق الحقائق الدولية، وهي الهيئة التي تأخذ على عاتقها تصنيف جودة الوكالات المتخصصة في تدقيق الحقائق، إن أي مدقق بإمكانه إكمال "بين 20 و100 عملية تدقيق منفردة" في الشهر الواحد. ولكن في نيجيريا، التي يصعب فيها الحصول على معلومات وأرقام معتمدة، يكون هذا العدد أقل في أغلب الأحيان. وقال مصدر آخر يعمل لصالح أحد شريكي فيسبوك للتحقق من الحقائق - طلب عدم ذكر اسمه - إن المدققين لا يتحققون أحيانا من أكثر من خمسة مواضيع في الأسبوع.
قال غبينغا سيسان، الناشط النيجيري في شؤون الحقوق الرقمية الذي التقى بعدد من ممثلي فيسبوك لبحث موضوع توسع الشركة في نيجيريا"إنهم بالكاد يبدأون عملهم. وفي نهاية المطاف، هؤلاء رجال أعمال همهم جمع الأموال."
من جانبها، عبرت جولي أوينو، المديرة الكاميرونية لمنظمة انترنت بلا حدود - وهي جماعة ناشطة في الشؤون الرقمية - عن يقينها بأن خطط فيسبوك لا تتناسب مع حجم المشكلة. وقالت، "هناك عدم تناسب بين التهديد الماثل من جهة والجهود المبذولة لمواجهته من جهة أخرى. هل هناك أربعة مدققين للحقائق فقط؟ أمر مخيف حقا."
ومن الأمور الأكثر اثارة للقلق جهل المدققين الأربعة الذين يعملون لصالح شريكي فيسبوك في نيجيريا للغة الهاوسا التي يتحدث بها الملايين في عموم البلاد. ولكن شركة فيسبوك تنفي ذلك، وقالت لبي بي سي إن هؤلاء المدققين "يعرفون الهاوسا"، موضحة لاحقا أن فرق التدقيق لديها يمكنها الحصول على اسناد من ناطقين بالهاوسا عند الضرورة.
قامت بي بي سي بفحص أكثر من 50 مداخلة نشرت مؤخرا في فيسبوك بلغة الهاوسا تحتوي على خطاب كراهية أو معلومات مضللة كان بعضها مرعبا حقا.
فإحدى المداخلات على سبيل المثال تحتوي على صورة لجثة ملقاة على الأرض وجلدها محروق ومتقشر، كتب إلى جانبها التالي: "هذا هو جون أوكافور (وهو اسم يوحي بأن صاحبه من الإيغبو) الذي حاول تدخين الحشيشة مستخدما صفحات من القرآن، فاشتعلت فيه النيران على الفور."
أما الحقيقة، فالصورة التقطت بعد هجوم مروع على امرأة اتهمت بممارسة السحر في لاغوس في عام 2014، قيل إنها احرقت حية وماتت لاحقا متأثرة بجروحها.
ولكن الحقائق لم تكن ذات أهمية بالنسبة للشخص الذي نشر المداخلة، كما لم يلاحظ الذين سجلوا اعجابهم بها أنها صورة قديمة لا علاقة لها بما يجري من أحداث. فالقصة التي شاهدوها هي لمسيحي - من طائفة الإغبو المسيحية - يبدي ازدراءه للاسلام الذي تدين به غالبية النيجيريين الناطقين بالهاوسا. إنها من نوع القصص التي قد تكون لها نتائج كارثية خصوصا في منطقة تمزقها أصلا الصراعات الأثنية والدينية.

Comments

Popular posts from this blog

若无绿色金融体系的支持,中美气候变化联合声明将毫无价值

上周发表的中美气候变化联合声明可能为 2015年巴黎国际气候 大会带来突破性进展。声明中的实际数字十分重要,因为治理气候要依靠控制碳排放量,而非笼统的政治决策所能完成。但中国愿意设定碳排放量上线的信号意义更为重大:因为如此一来,奥巴马总统便能够在国内宣传国际减排行动的条件已经成熟,他便有机会提高美国的减排目标,进而推动全球各国签订一份宏大的气候协定,将气候变化维持在可控制范围内。 但解决气候问题还存在一个重要症结,那就是资金。根据国际协商,发达国家出于历史责任应该承担减排和适应气候变化所需资金。根据2009年《哥本哈根协议》,不迟于2020年,全球每年应拿出1000亿美元用于治理气候变化。但自协议签订,各国就对这项内容争论不休。发展中国家呼吁发达国家从公共资金中抽出一部 分实现该目标 。而发达国家则希望从公共领域和私有领域共同筹资,并且希望较富裕的发展中国家也能出资;并强调与气候相关的投资能给双方带来就业增加、健康改善和城市环境提高等益处。 资金的确是达成并按照科学预测的时间和范围实现协议的基础。毫无疑问,富裕国家应该承担更多的费用,尤其是在支持贫穷国家(比如一些小岛国)适应气候变化上。而以美国在澳大利亚20国峰会上做出的25亿美元承诺为代表的,发达国家对绿色气候基金的承诺,则有着重要的象征意义。 实际上,1000亿美元的目标不过是一种安慰 。首先, 这个目标说大也大,说小也小。说它大是因为经合组织成员国面临经济紧缩的压力,正在艰难应对国债和缓慢的经济增长。说它小是因为,全球每年需要5万亿美元的资金用于基础设施建设,以保证整体经济稳健发展、发展中国家实现发展目标并推动全球向低碳方向转变并适应气候变化。 其次,气候变化不是一个孤立的问题,它是全球经济向可持续发展转型的一部分。联合国可持续发展融资政府间专家委员会指出,为实现2015年后的发展目标,各国必须为基建、医疗、教育、能源使用、性别平等,以及生物多样性和缓解气候变化等全球公共财产提供充足资金。根据联合国贸易与发展 会议( )的估计, 发展中国家每年在这些领域的投资缺口达2.5万亿美元,中小企业信贷缺口达2.5万亿美元,全球范围内达3.5万亿美元。而中小企业是国家经济的命脉,也是主要的就业提供者。 再次, 大多数发展中国家的气候资金都来自本国,不论是私营部门还是公共领域。南非能够成功推进可再生...

皮博迪败落:能源投资者的前车之鉴

全球最大的私营煤炭生产企业 皮博迪能源公 司已经在美国 申请破产保护。这再一次证明全球大部分化石燃料(包括石油)的生产在经济上已经行不通。 5年前,皮博迪能源的市值约为200亿美元。但由于煤炭价格骤降,公司无法偿还其因为拓展澳大利亚业务而欠下的100亿美元债务,于4月13日向美国破产法院正式申请破产保护。 皮博迪是美国近年来第50家,也是最大一家申请破产的煤炭企业。 撤资运动倡导者抓住了这次机会,指出煤炭燃烧是导致气候变化的主要原因,而皮博迪的破产预示着煤炭能源的又一大溃败。他们认为这能够推动更多金融机构放 弃在燃料行 业的投资。 去年,主要受中国钢铁严重过剩的影响,皮博迪在澳大利亚的冶金用煤资产被迫减记7亿美元,导致公司债务问题进一步恶化。那时就有预测称,皮博迪能源可能走向破产。 色和平组织分析指出,皮博迪对中国煤炭需求量的估计“错得非常彻底,令人难以置信”。 “几年前,皮博迪曾预计2016年中国煤炭进口量会是2011年的两倍。但事实上,2016年的煤炭进口量有可能回落到2011年的水平,甚至更低,比2013年进口巅峰时期低40%还要多。中国市场进口量的落差价值约100 亿美元,”绿色和 平组织煤炭专家柳力·米利维尔塔在一篇 博客中写到。 近年来,发电站对热能煤的需求已大幅放缓, 导致煤炭供应大量过剩, 致使2月份 期货价格暴跌至每吨36美元,创13年来的新低。 “皮博迪能源破产突出了能源市场基本结构的变化。随着人类被自身造成的气候变化所刺痛,这种结构变化正在迅速重塑全球能源市场,”澳大利亚煤炭协会前主席伊恩·邓禄普说。 几十年来,皮博迪一直积极游说,试图推迟、瓦解、甚至是阻止抗击气候变化的行动。但由于两大能源趋势的存在,化石燃料投资的风险越来越高,导致皮博迪的游说并不顺利。 过去10年间,澳大利亚、中 国、哥伦比亚 以及印度尼西亚等国 大规模扩大矿业和基础设施建设,一定程度上致使煤炭大量过剩,价格大幅下跌。许多煤炭生产者因此无法保持收支平衡,其中美国煤炭公司受影响最为严重。 与此同时,中国、欧盟成员国以及美国相继推出环境立法,削减碳排放,减少空气中的悬浮粒子,从而控制雾霾污染。大量燃煤电站和工业厂房因此被关闭。 英格兰银行行长 马克·卡尼曾预测说,如果全球确定要向低碳能源转型,那就必将出现金融破坏和“资产搁浅”。皮博迪能...